| 0 التعليقات ]

لا تنسوا نية الرباط في سبيل الله ليكون لكم هذا الأجر



بعض المؤمنين من الذين قاموا بأعمال جليلة ، أو أصيبوا بمصائب كبيرة ، يأمنون فتنة القبر وعذابه ، ومن هؤلاء ، الذي مات مرابطا في سبيل الله : فقد روى فضالة بن عبيد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل ميت يختم على عمله ، إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله ، فإنه ينمى له عمله يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر ) رواه الترمذي وأبو داود . سؤالي هو : ما مدى صحة هذه الأحاديث ؟

الحمد لله.

ورد في فضل من مات مرابطا في سبيل الله أنه يأمن فتنة القبر ، وذلك يعني أنه لا يُسأل في قبره الأسئلة المعروفة الواردة في أحاديث فتنة القبر : من ربك ؟ وما هو دينك ؟ ومن هو النبي الذي بعث فيكم ؟


وإنما تشهد له مرابطته وجهاده في سبيل الله على صدقه ويقينه وإيمانه ، والمرابط في سبيل الله هو من أقام في الثغور التي يخاف فيها من هجمات العدو ، مأخوذ من ربط الخيل ، ثم سمي كل ملازم لثغر مرابطا ، فارسا كان أو راجلا .

انظر "التذكرة" للقرطبي (ص/418) .
والدليل على فضل الرباط في سبيل أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، منها :

الحديث الأول :

عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ وَأَمِنَ الْفَتَّانَ ) رواه مسلم (1913) .
قال النووي رحمه الله : " هذه فضيلة ظاهرة للمرابط ، وجريان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد ، وقد جاء صريحا في غير مسلم : ( كل ميت يختم على عمله الا المرابط فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ) .
قوله صلى الله عليه وسلم : " وأجرى عليه رزقه " موافق لقول الله تعالى في الشهداء : ( أحياء عند ربهم يرزقون ) ، والأحاديث السابقة أن أرواح الشهداء تأكل من ثمار الجنة . قوله صلى الله عليه وسلم : " أمن الفتان " ضبطوا ( أمن ) بوجهين : أحدهما أَمِن بفتح الهمزة وكسر الميم من غير واو ، والثاني : ( أُومِن ) بضم الهمزة وبواو .
وقوله " الفتان " فقال القاضي : رواية الأكثرين بضم الفاء ، جمع فاتن ، قال : ورواية الطبري بالفتح ، وفي رواية أبى داود في سننه ( أومن من فتاني القبر ) " انتهى . "شرح مسلم" (13/61) . وقال المناوي رحمه الله : " ( من فتان القبر ) أي : فتانَيْه : منكر ونكير ، أي : لا يأتيانه ، ولا يختبرانه ، بل يكتفى بموته مرابطا شاهدا على صحة إيمانه " انتهى . "فيض القدير" (5/44) .

الحديث الثاني :
عن فَضَالَةَ بْنُ عُبَيْدٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ ، إِلاَّ الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللهِ ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ ، وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ ) رواه الترمذي (1621) وغيره ، وقال الترمذي رحمه الله : حسن صحيح ، وصححه ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (4/113) ، وابن دقيق العيد في "الاقتراح" (ص/124) ، وابن حجر في "فتح الباري" (12/421) ، والشيخ الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال الإمام السرخسي رحمه الله : " ومعنى هذا الوعد في حق من مات مرابطا - والله أعلم - أنه في حياته كان يُؤمِّن المسلمين بعمله ، فيجازَى في قبره بالأمن مما يخاف منه . أو لَمَّا اختار في حياته المقام في أرض الخوف والوحشة لإعزاز الدين ، يُجازَى بدفع الخوف والوحشة عنه في القبر " انتهى . "شرح السير الكبير" (1/9) .

وقد جمع الإمام القرطبي في "التذكرة لأحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص/415-426) طبعة دار المنهاج ، وكذلك العلامة ابن القيم في كتابه " الروح " (ص/79-82) جميع الأسباب المنجية من عذاب القبر وفتنة القبر بالتفصيل ، فمن أراد الاطلاع عليها والتوسع فيها فليرجع إلى هذين الكتابين . وانظر جواب السؤال رقم : (10403) . والله أعلم .

.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

.




سمعت بأن للفتنة أخلاقاً يتحلى بها المسلم إذا أدرك زمن الفتنة .. فماهي أخلاق الفتن ؟.



الحمد لله.



إن للفتن أخلاقا يجب التحلي بها حتى لا تؤثر تلك الفتن سلبا على الإنسان ، أو يكون هو بنفسه يؤثر سلبا على جماعة المسلمين ..

فمن تلك الأخلاق :

‌أ- التأني والرفق والحلم وعدم العجلة :

فالتأني والرفق والحلم عند الفتن وتغير الأحوال محمود لأنه يُمكِّن المسلم من رؤية الأشياء على حقيقتها وأن يبصر الأمور على ما هي عليه.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم ( 4698 ) . وقال عليه الصلاة والسلام لأشج عبد القيس : ( إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة ) رواه مسلم ( 24 ) .

فعلينا جميعاً بالرفق في الأفكار والمواقف وفي كل ما يجدّ من الحوادث وعدم العجلة فإنها ليست من منهج الأمة الإِسلامية وخاصة في زمن الفتن .

‌ب- الصبر:

نحتاج إلى الصبر كثيراً ، وخصوصاً عند الفتن . يقول الله تعالى : ( ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .

وعن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ . " أخرجه أبوداود (4341 ) وابن ماجه ( 4014 ) وصححه الألباني في الصحيحة ( 494 ) بشواهده .

فاصبر فإنك في النوازل رائد والدرب نعلم شائك وطويل

فالصبر روضات لأبناء الهدى ولجنة الرحمن تلك سبيل

وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وبين ذوي الجبن والضعف ولذلك وَعَى السلف الصالح أهمية الصبر عند وقوع الفتن والحوادث وإليك نماذج مْن سيرتهم .

-لما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون ويفُتنون في صدر الإسلام بمكة كان يمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بالصبر ومنهم آل ياسر فإذا مر بهم قال : صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة . صححه الألباني في تخريج فقه السيرة ص 103 .

- عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ فَقَالَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه البخاري (7068)

قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ . " فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : أَبْصِرْ مَا تَقُولُ . قَالَ : أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ : لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ ؛ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالا أَرْبَعًا : إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ . أخرجه مسلم ( 2889 )

قال النعمان بن بشير : " إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتن فأعدوا للبلاء صبراً "

-عندما واجه إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل الفتنة العمياء بخلق القرآن في أيام المأمون ثم المعتصم ثم الواثق وما أصابه من الحبس الطويل والضرب الشديد فصبر وتمسك بما كان عليه من الدين القويم والصراط المستقيم حتى نصره الله وفرَّج عنه الغمة.

ج- العدل والإنصاف في الأمر كله :

فإن من أقوى أسباب الاختلاف بين العباد وخصوصاً زمن الفتن فقدان العدل والإنصاف ، ولو جاهد المسلم نفسه لتحقيق صفة العدل مع نفسه ومع الناس فإن كثيراً من المشاكل التي تحصل بين المسلمين سواء منها الفردية أو الجماعية ستزول وتحل بإذن الله تعالى .

يقول الله تعالى : ( وإذا قلتم فاعدلوا ) . ويقول تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )

فلا بد من العدل في الأقوال والأعمال وخصوصاً زمن الفتن ، بمعنى أن يأتي الإِنسان بالأمور الحسنة والأمور السيئة ثم يوازن بينهما وبعد ذلك يحكم ، لأن في الموازنة عصمة للمسلم من أن ينسب للشرع ما ليس موافقاً لما أمر الله به وبالتالي يكون عدلك وإنصافك في الفتنة منجياً بإذن الله تعالى .

قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله " فأوصيكم أيها الأخوة بالعدل في الأمور كلها ، والموازنة بينها ، والحكم للراجح فيها ، والتسوية بينها في الحكم عند التساوي ، وهذه قاعدة كبيرة يجب على العاقل أن يتمشى عليها في سيره إلى الله وفي سيره مع عباد الله ليكون قائماً بالقسط والله يحب المقسطين ".

وإليك نموذجاُ من نهج سلفنا الصالح في حرصهم على العدل والإنصاف :

روى مسلم (1828) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ قَالَ أَتَيْتُ عَائِشَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَتْ مِمَّنْ أَنْتَ فَقُلْتُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ فَقَالَتْ كَيْفَ كَانَ صَاحِبُكُمْ لَكُمْ فِي غَزَاتِكُمْ هَذِهِ فَقَالَ مَا نَقَمْنَا مِنْهُ شَيْئًا إِنْ كَانَ لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا الْبَعِيرُ فَيُعْطِيهِ الْبَعِيرَ وَالْعَبْدُ فَيُعْطِيهِ الْعَبْدَ وَيَحْتَاجُ إِلَى النَّفَقَةِ فَيُعْطِيهِ النَّفَقَةَ فَقَالَتْ أَمَا إِنَّهُ لا يَمْنَعُنِي الَّذِي فَعَلَ فِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ أَخِي أَنْ أُخْبِرَكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي بَيْتِي هَذَا اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ .

قال النووي رحمة الله معلقاً على هذا الحديث :

فِيهِ : أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْكُر فَضْل أَهْل الْفَضْل , وَلا يَمْتَنِع مِنْهُ لِسَبَبِ عَدَاوَة وَنَحْوهَا , وَاخْتَلَفُوا فِي صِفَة قَتْل مُحَمَّد هَذَا , قِيلَ : فِي الْمَعْرَكَة , وَقِيلَ : بَلْ قُتِلَ أَسِيرًا بَعْدهَا . . . اهـ .

وهذا المسئول عنه هو معاوية بن حُديج وكان قد قتل محمد بن أبي بكر . السير (3/38) .

والله أعلم .

.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

.



لدي ابنة خالة توفيت ومعظم الاحتمالات تبين أنها انتحرت ، فما حكم من ينتحر ؟ وما حالته عند ربه ؟ وماذا يفعل والداها ليخففا عنها ؟.


الحمد لله.


الانتحار من كبائر الذنوب ، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به .


فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ) .

وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )

وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر ، عقوبةً له ، وزجراً لغيره أن يفعل فعله ، وأذن للناس أن يصلوا عليه ، فيسن لأهل العلم والفضل ترك الصلاة على المنتحر تأسيّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم .

فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( أُتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمَشاقص فلم يصل عليه ) رواه مسلم ( 978 ) .

قال النووي : " المَشاقص : سهام عراض . وفي هذا الحديث دليل لمن يقول : لا يصلى على قاتل نفسه لعصيانه , وهذا مذهب عمر بن عبد العزيز والأوزاعي , وقال الحسن والنخعي وقتادة ومالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء : يصلى عليه , وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه بنفسه زجرا للناس عن مثل فعله , وصلت عليه الصحابة " انتهى . " شرح مسلم " ( 7 / 47 ) .

ولا يعني هذا – إن ثبت انتحارها – أن تتركوا الدعاء لها بالرحمة والمغفرة ، بل هذا يتأكد في حقها لحاجتها له ، والانتحار ليس كفراً مخرجاً من الملة كما يظن بعض الناس ، بل هو من كبائر الذنوب التي تكون في مشيئة الله يوم القيامة إن شاء غفرها وإن شاء عذَّب بها ، فلا تتهاونوا بالدعاء لها ، وأخلصوا فيه ، فلعله يكون سببا لمغفرة الله لها . والله أعلم .

.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

.




ما حكم المظاهرات في الإسلام ؟ وما الأدلة ؟ وما حكم خروج النساء للمظاهرات ؟ وهناك من يستدل أن النساء خرجت تستقبل الصحابة بعد هزيمتهم في أحد الغزوات وتوبخهم ويقيسوا على ذلك ؟

أخي الكريم
المسلم يتعبد الله تعالى بالأدلة وكل ما ليس عليه دليل نضرب به عرض الحائط ولو قال به أعلم العلماء

فالله تعالى تعبدنا بالأدلة وليس بالشبهات

وإليك فتاوى أهل العلم الثقات والتي وقفتُ عليها فى حكم المظاهرات العصرية:

الفتوى الأولى الشيخ بن باز:-

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟

الجواب: لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية، المكاتبة، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.

الفتوى الثانية للشيخ بن عثيمين:-

فتوى العلامة العثيمين:

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين -رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟

فقال رحمه الله: (الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليهوسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن،
لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر.

وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون
سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم باحسان)
[انظر: الجواب الأبهر لفؤاد سراج، ص75].
.................................................. ...............

سئل سماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
( هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات )؟،

فأجاب :
(ديننا ليس دين فوضى ،ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ،والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين ،وما كان المسلمون يعرفونها ،ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين اضباط لافوضى ولاتشويش ولاإثارة فتن ،هذا هو دين الإسلام ،والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية ،والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال ،فلاتجوز هذه الأمور)،

ويقول أيضا في جريدة الجزيرة العدد (11358):
(وأما المظاهرات فإن الإسلام لايقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية ،وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها ،فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة)أهـ،..

وسئل الشيخ صالح بن غصون رحمه الله
عن (وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات والاغتيالات والمسيرات)،

فأجاب :
(وأما أن يسلك مسلك العنف أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة ،فهذه أمور شيطانية ،وهي أصل دعوة الخوارج ،هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح،وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور )أهـ،.

وسئل الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله عن المظاهرات فقال:
(المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين ،هذه دخيلة ،ما كانت معروفة ........)أهـ،.

ويقول سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ المفتى العام للمملكة والرئيس العام لهيئة كبار العلماء عن المظاهرات كما في مجلة الدعوة العدد(1916) ص :

(ماهي إلا فوضوية ومن أناس لديهم فساد تصور وقلة إدراك للمصالح من المفاسد )،
(إن المطالبة بالأشياء تأتي بالطرق المناسبة أما الفوضويات وهذه المظاهرات فهي من أخلاق غير المسلمين،المسلم ليس فوضويا ،المسلمون ليسوا فوضويين ،المسلمون أهل أدب واحترام وسمع وطاعة لولاة الأمر.........
إذا كان لأحدهم طلب شيء يرى أن فيه مصلحته فالحمد لله أن المسؤلين أماكنهم ومكاتبهم مفتوحة لايستنكرون على أن يستقبلوا أي أحد ،أما الفوضويات فهي غريبة عن مجتمعنا الصالح ولله الحمد ،ومجتمعنا لايعرف هذه الأشياء إنما هذه من فئة لااعتبار لها ،إن مفهوم الإصلاح الدعوة وحث الأمة على الخير والاستقامة على الخير والسعي في مصالحها وفي إصلاحها بالسبل والطرق الشرعية
أما الاصلاح الذي يرجوا أولئك من خلال الفوضى والغوغاء الغريبة على واقع مجتمعنا والغريبة على بلدنا فهي أشياء نستنكرها ونشجبها وننصح إخواننا المسلمين أن يتفهموا أن هذه القضايا لاتحقق هدفا وإنما تنشر الفوضى)أهـ،.،

ويقول :
(فإن ماسمعنا عنه من اعتزام البعض تنظيم مظاهرات واحتجاجات على ولاة الأمر في هذه البلاد حرسها الله أمر محرم والمشاركة فيه محرمة وكذا الترويج له،لأن هذا من شق عصا الطاعة وفيه تفريق لجماعة المسلمين وافتيات على إمامهم)أهـ،.

يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية حفظه الله:

(ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها ،مثال ذلك المظاهرات ،مثلا: إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي ،بالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية ،نقول :هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء )أهـ،.

ويقول فضيلة العلامة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله في جريدة الرياض العدد (12918):
(أن المظاهرات والمسيرات ليست من الطرق المشروعة ،............
وأن على السلطة أن تمنع مثل هذه الأمور )أهـ،.

ويقول الشيخ أحمد النجمي في كتابه(المورد العذب الزلال)ص (228):
(تنظيم المسيرات والتظاهرات ،والإسلام لايعترف بهذا الصنيع ولايقره،بل هومحدث،.........)أهـ،.

11-ويقول الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله:
(فقد كنت بحمد الله احذر من تلكم التظاهرات في خطب العيد وفي خطب الجمعة)أهـ،.

وكذلك فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية برقم (19936) وفيها:
(كما ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لاتحترم مالا ولانفسا ولاعرضا ،ولاتمت إلى الإسلام بصلة ،ليسلم للمسلم دينه ودنياه،ويأمن على نفسه وعرضه وماله)أهـ،وكذلك فتوى عدد من دور الأفتاء بالدول العربية والإسلامية والمجامع الفقهية،.

وسئل الشيخ صالح الأطرم
عن المظاهرات هل هي من وسائل الدعوة؟،
فقال:(لا ،هي من وسائل الشيطان،......الخوارج الذين خرجوا على عثمان كانت مظاهرات)أهـ،.

وقال العلامة الشيخ صالح السدلان عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله في محاضرة له في جمعية أحياء التراث الإسلامي بالكويت
حينما سئل عن المظاهرات:
(الواجب على من وفقهم الله إلى النهج السبيل وإلى الطريق المستقيم أن يذكروا الناس ويعلموهم،.........وعليهم أن يبينوا أن هذه الأمور لاتجوز في الإسلام بل هي عند غير المسلمين ،ونحن للأسف أخذناها منهم مثلما أخذنا غيرها من الأمور،لذلك علينا أن نتمسك بنهج الكتاب والسنة،.............)أهـ،.

ويقول الشيخ سعد الحصين حفظه الله:
(والإضرابات والمظاهرات وسائل غير مشروعة ولامعقولة لفرض رأي أو مصلحة فئة من الناس على حساب الآراء والمصالح العامة لبقية الأمة ،ويزيد الأمر سوءا في البلاد المقلدة بالأفساد في الأرض وإتلاف الممتلكات الخاصة والعامة ،..............)أهـ،.

ويقول الشيخ محمد أحمد الفيفي عضو مركز الدعوة والإرشاد في جريدة المدينة العدد(15211) :
(المظاهرات أمر دخيل على الأمة الإسلامية مأخوذ عن غير المسلمين ،ولعل أهم المفاسد المترتبة على المظاهرات هي مخالفتها للشرع، ............. إن المفاسد المترتبة على المظاهرات هي أعظم وأكبر من هذه المصالح المزعومة ،.............)أهـ،.

وهذه فتوى فضيلة الشيخ الحبيب أبو إسحق الحويني - حفظه الله - وشفاه -
http://download.media.islamway.com/l...ewany_video.rm

وهذه فتوى للشيخ محمد حسان بخصوص حكم المظاهرات :

حكم المظاهرات


وهذه فتوى للشيخ ابو اسحاق الحويني ما حكم المظاهرات في الإسلام ؟ (مرئي)

ما حكم المظاهرات في الإسلام ؟ (مرئي)

وهذه فتوى خطورة المظاهرات
للشيخ أحمد عبد الرحمن النقيب

خطورة المظاهرات

وهذه فتوى عن حكم المظاهرات؟
من سلسلة : سؤال ونصيحة
للدكتور إبراهيم الشربيني
حكم المظاهرات؟


وإليك كتاب: «حكم المظاهرات في الإسلام» لأحمد بن سليمان؛ المسؤول عن لجنة الشباب بجماعة أنصار السنة المحمدية - فرع بلبيس؛ حفظه الله تعالى، ومتعنا بعلمه، ونفعنا به.

وهو من تقديم فضيلة الشيخ
أبو عبد الله مصطفى بن العدويحفظه الله تعالى

رابط مباشر للكتاب
http://www.altawhed.net/article.php?i=14

وهذا رابط مباشر على أرشيف

http://www.archive.org/download/Mudh...ulMudharat.pdf
.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

.



الموضوع : استشارات ومشاكل الشباب
الســؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكم في الله من المغرب، ولا أعرف توقيت الاستشارات، فأرجوكم اعرضوا استشارتي على مختص، فأنا محبطة جدا فقد ظُلمت من طرف رب العمل الذي كنت أعمل عنده، وكل أموري متعسرة، وعمري 35 سنة، ولم يتقدم أحد لخطبتي! سوى كلام من بعيد.

حاصلة على تعليم جامعي، ثم دبلوم في الإعلاميات والمحاسبة، وأخاف ربي فأنا ملتزمة، وأحب ربي، وأسرتي يقولون عني معقدة لأني أقول هذا حرام وهذا حلال، وهذا يسبب لي مشاكل حتى مع أمي التي أحاول أن أرضيها قدر المستطاع أحس بأنني تعيسة ومرفوضة من الكل، أصلي وأدعو ربي ليرفع عني الشر.

أحتاج لمساعدتكم، فأرجوكم ادعوا لي وساعدوني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجـــواب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فلن تكون المتدينة تعيسة، وأي سعادة أعظم من الدين، والله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، بل لمن يؤمن ولمن لا يؤمن، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه؛ ولذلك قال الله: {وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } ثم قال: {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}
ورزق ربك من الدين والصلاح والخير خير وأبقى – فهنيئاً لك بتلك العطية العظمى.

أما بالنسبة لظلم صاحب العمل لك فإن الله سوف يعوضك، وويل ثم ويل لكل ظالم: {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }.

وأرجو أن تعلمي أن نعم الله مقسمة فهذه تعطى العافية، وتلك يمنحها الله الزوج، وثالثة يعطيها المال، والسعيدة هي التي تعرف نعم الله عليها لتؤدي شكرها وبالشكر تنال المزيد وبالشكر يصل الإنسان إلى الرضا فيدخل ساحة السعادة من أوسع أبوابها.

والمسلمة مطالبة بأن تنظر إلى من هم أقل منها في العافية والمال والولد، والشهادة والوظيفة وكل أمور الدنيا، أما بالنسبة للدين فإنها تنظر إلى من هم فوقها وأفضل منها لتتأسى بهم وتتشبه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأشغلي نفسك بالذكر والعبادة والتلاوة والإنابة، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، واعلمي أن لكل واحدة منهن أبنا أو أخا أو محرما يطلب أمثالك، واعلمي أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده الله، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك.

وبالله التوفيق والسداد.
.
...تابع القراءة

| 1 التعليقات ]

.





السؤال
ما هي المرتبة التي توازي الفردوس الأعلى أو أعلى من الفردوس؟



الجواب.



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أعلا درجات الجنة وأعظم مراتبها: الفردوس الأعلى،وهي التي ينبغي للمسلم أن يسألها، فقد روى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس. صححه الألباني. وانظر الفتوى رقم: 67473 .

والله أعلم .
إسلام ويب
.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

.





السؤال: يقول يا فضيلة الشيخ هل تصح الصلاة بدون آذان ولا إقامة ارجو من فضيلة الشيخ الاجابة مشكورين؟




الجواب.



الشيخ: الآذان والاقامة واجبان على الجماعة إذا لم يقم بهما أحد فإن قام بهما أحد مثل أن يكونوا في بلد يسمعون الآذان فإن الآذان الذي في البلد يكفي ولكن الاقامة تجب عند فعل الصلاة على الجماعة وهما واجبان للصلاة وليس واجبين في الصلاة ولهذا لو تركهما هؤلاء الجماعة أي لم يؤذنوا ولم يقيموا كانوا آثمين ولكن صلاتهم صحيحة لأن هذا الواجب واجب خارج الصلاة وليس فيها وهناك فرق بين الواجب للصلاة والواجب في الصلاة ولذلك كان القول الراجح في صلاة الجماعة أنها واجب للصلاة وأن الإنسان لو ترك الجماعة من غير عذر وصلى منفرداً فهو آثم ولكن صلاته صحيحة وذهب بعض أهل العلم إلى أن من ترك صلاة الجماعة بلا عذر فهو آثم وصلاته غير صحيحة.



.
...تابع القراءة

| 0 التعليقات ]

.




هل تحرم مصافحة الرجل لمرأة أجنبية عنه ؟.

الحمد لله.







"مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية حرام لا يجوز ومن الأدلة على ذلك ما جاء في حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له . " رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع 5045

ولا شكّ أنّ مسّ الرجل للمرأة الأجنبية من أسباب الفتنة وثوران الشهوات والوقوع في الحرام ، ولا يقولنّ قائل : النيّة سليمة والقلب نظيف فإنّ صاحب أطهر قلب وأعفّ نفس وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمسّ امرأة أجنبية قطّ حتى في بيعة النساء لم يبايعهن كفّا بكفّ كالرّجال وإنّما بايعهن كلاما كما روت عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْتَحِنُ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ بِهَذِهِ الآيَةِ بِقَوْلِ اللَّهِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ .. قَالَتْ عَائِشَةُ فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا الشَّرْطِ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بَايَعْتُكِ كَلامًا وَلا وَاللَّهِ مَا مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ فِي الْمُبَايَعَةِ مَا يُبَايِعُهُنَّ إِلا بِقَوْلِهِ قَدْ بَايَعْتُكِ عَلَى ذَلِكِ . رواه البخاري 4512 وفي رواية : أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلامِ .. وَمَا مَسَّتْ كَفُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَّ امْرَأَةٍ قَطُّ . صحيح مسلم 3470

وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت : مَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ إِلا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا رواه البخاري 6674

وبعض المسلمين يشعر بالحرج الشّديد إذا مدّت إليه امرأة أجنبية يدها لمصافحته ويدّعي بعضهم بالإضافة إلى اختلاطه بالنساء الاضطرار إلى مصافحة المدرّسة أو الطّالبة التي معه في المدرسة أو الجامعة أو الموظّفة معه في العمل أو في الاجتماعات واللقاءات التجارية وغيرها وهذا عذر غير مقبول والواجب على المسلم أن يتغلّب على نفسه وشيطانه ويكون قويا في دينه والله لا يستحيي من الحقّ ، ويمكن للمسلم أن يعتذر بلباقة وأن يبيّن السّبب في عدم المصافحة وأنّه لا يقصد الإهانة وإنّما تنفيذا لأحكام دينه وهذا سيُكسبه - في الغالب - احترام الآخرين ولا بأس من استغرابهم في البداية وربما كانت فرصة للدعوة إلى الدّين عمليا والله الموفّق .

.
...تابع القراءة